إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 18 أغسطس 2011

إظهار الإسلام !

     كان الجو صحوًا بينما كنت أتجول بالقارب في النهر ـ برفقة أهلي ـ رأيتُ في الضفة رجلٌ ملتحي يلبس الزي الباكستاني، يلوح لنا أن تعالوا ... لم أكد أصدق عيني فلكم تمنيت أن أزور أي مكان يخص المسلمين هنا في سريلانكا.. تنفست الصعداء وأخبرت والدي عن رغبتي الشديدة في الذهاب إلى الرجل هناك .
ذهبنا، ورأيت مناظر لم أرَ شبيهها قط ..
كانت جامعة داخلية إسلامية .. اسمها: جامعة إظهار الإسلام !، وعلى قدر تواضع البناء؛ إلا أن نظافته تبهرك، وتواضع أصحابه الرائعين ...

      تجولنا في المبنى برفقة مدير الجامعة، كانت الجامعة عبارة عن طابقين، وبجانبه مبنًا منفصل أظنه كان تحفيظًا للأطفال أو ربما مدرسة ..
أشكال الرجال هناك تشعرك وكأنك في عصر يراهن عصور الصحابة والتابعين !.
تنظر إلى أشكالهم بالزي الباكستاني وعلامات السجود تتوسط جباههم ووجوههم السمحة كسماحة إسلامنا .
جلسنا قليلاً داخل غرفة استقبال، وأكرمونا بعصير جوز الهند الطازج من فناء حديقتهم، ثم صعدنا للأعلى حيث كان مجموعة من الفتيان يحفظون القرآن، وغرد أحدهم يتلو لنا من سورة الرحمن، لا أظنه قد تجاوز السادسة عشر عُمرًا .. كان صوته رآئع للغاية _لاقوة إلا بالله_ غزتني الدموع فجأة وأنا استمع لاتقانه مخارج الحروف وأحكام التجويد، سبحان الذي أنطقه وهو ﻻيعرف من العربية شيئ يذكر!، سرت بعدها ودعواتي تحفهم بأن يوفقهم آ‏​‏ﻟﻟھ ويثبّت حفظ القرآن في نفوسهم .
    
      عندها هممنا بالخروج، وكلما مررت بصف دراسي استوقفني طلابه يسألونني (بالعربية الفصيحة) وكأنهم يريدون أن يستعرضوا بمهاراتهم في العربية، ولم يعلموا كم هجرنا نحن لغتنا ليس للعامية فحسب بل وإلى الفرنسية ربما .!!

        حزنت أنني تركت مكانًا كهذا .. تمنيت لو قضينا فترةً أطول .. استحضرت حديث الرسول صلى آ‏​‏ﻟﻟھ عليه وسلم حينما قال: "الخير باقٍ في أمتي إلى قيام الساعة" أشعر أن الخير "هم" .. في دولة ﻻ تُمثل نسبة انتشار المسلمين في مجتمعهم لـ أكثر من 10% !
يارب ثبتهم
واهدينا
اهدينا
اهدينا
...... !
جامعة إظهار الإسلام .. شكرًا لكم . 


جامعة إظهار الإسلام - سريلانكا .

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

أحبائي

هُناكَ أُناسٌ يتربعونَ في أوساطِ قُلوبنا ..
مَهمَا أبعدتهم مشاغل الحياةِ عن مسار ناظرينا ، لن نتوب عنهم
هم في حشاشة جوفنا، لا ينفكون ...
سَلْسَلَتْهُم مشاعرنا بقيود إحساسية عميقة
يصعب الفكاكُ منها !

هم أشبه بـ أوكسجين حياتنا
فهم لهمومنا مَلاذ، ولحياتنا شريان نشعر به ينبض كلما اقتربوا منّا ....

حتى وإن سرق الموت أجسادهم على حين سهوة، فلن يقوى على سرقة روحهم الممزوجة بأرواحنا وإن سهونا !

أُحِبُّهم ..
     هم هكذا .. يتركونا نُدفن بهم، ثم يتسللون كاللصوص خلف جدران الخيانة .. ما أغباني حين صدقتهم يومًا ‪..‬ زعموا أننا الأفضل على الإطلاق .. يا إلهي كم هم بارعون في التمثيل ! لدرجة أني تعلقت بهم حد الثمالة ! كيف لم ألحظ أن ثمة خطأ ما في غياهب أحاديثهم‪؟‬ كيف لم ألحظ وقد كانوا يشكلون الجزء الأكبر من ذلك الأحمق الذي ينبض لهم !!!

      أحبائي القدامى لقد تعلمت درسًا قاسيًا جدًا .. كل كمية ذلك العشق الذي استغليتم ضعفه .. حل محله شيء آخر تمامًا .. ربما لن تدركوه؛ لأنكم تعودتم منه الحماقة فقط! لكنه الآن بدا مختلفًا .. لقد نضج !

      عذرًا معشر العشّاق .. لست أقصد إرهابكم من النهايات التي تعوها جيدًا؛ فلكل قصةٍ بداية ونهاية .. لكن بيدكم فقط تكمن صياغتها ! .. ربما هناك من هم أفضل - على كل حال - مما جرى لي ! ... تبًا لكل من استغل عاطفتي .. تبًا لهم !